رسمياً: السعودية تكشف عن مشروع تاريخي سيجعلها تستغني عن النفط ويحولها لقوة عالمية عظمى

السعودية تكشف عن مشروع تاريخي سيجعلها تستغني عن النفط
  • آخر تحديث

تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق واحد من أضخم مشاريع النقل والبنية التحتية في المنطقة، وهو مشروع الجسر البري الذي من المقرر أن يبدأ تشييده في عام 2025.

السعودية تكشف عن مشروع تاريخي سيجعلها تستغني عن النفط 

هذا المشروع الطموح يحمل في طياته العديد من الفوائد الاقتصادية والإستراتيجية التي ستعزز من مكانة المملكة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث سيعمل على تطوير البنية التحتية ويعزز من الأنشطة غير النفطية، ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

أهمية قطاع الطرق في الاستراتيجية الوطنية للنقل

يعد قطاع الطرق جزء حيوي من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية في المملكة، إذ أنه يخدم جميع القطاعات الاقتصادية واللوجستية في البلاد.

وتهدف رؤية المملكة 2030 إلى تطوير هذا القطاع ليصبح مركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث ويعزز التنمية الاقتصادية المستدامة والقدرة التنافسية للسعودية على المستوى الدولي.

ومن بين المشاريع التي تخدم هذه الرؤية، يأتي الجسر البري ليكون أحد الركائز الأساسية لتطوير منظومة النقل في المملكة.

تفاصيل مشروع الجسر البري

يعتبر مشروع الجسر البري من أضخم مشاريع البنية التحتية في السعودية، ومن المتوقع أن يغير المشهد اللوجستي في المنطقة.

وفقًا لتقارير مجلة "ميد"، تقدر تكلفة المشروع بنحو 26.2 مليار ريال سعودي، وسيربط بين مناطق الشرق والغرب والشمال والجنوب، مما يجعله عامل حاسم في تحسين ربط المملكة داخليًا ودوليًا.

شبكة الجسر البري: 6 خطوط رئيسية

يتألف مشروع الجسر البري من ستة خطوط رئيسية تهدف إلى تطوير وتحسين شبكة النقل في المملكة. أول هذه الخطوط هو تطوير الشبكة الداخلية لمدينة الجبيل الصناعية، والتي يتطلب تشييد 10 كيلومترات من السكك الحديدية.

الخط الثاني يعمل على تحسين الرابط بين الجبيل والدمام من خلال تشييد 35 كيلومترًا من المسارات. أما الخط الثالث فيشمل إنشاء 87 كيلومترًا من السكك الحديدية بين الدمام والرياض.

الخط الرابع، المعروف بطريق الرياض، يمتد من شمال المدينة إلى جنوبها عبر حزمتين بطول 67 كيلومترًا و35 كيلومترًا على التوالي.

الخط الخامس يشكل شريانًا رئيسيًا بين الرياض وجدة، حيث يمتد على مسافة 920 كيلومترًا ويربط بين الرياض وميناء الملك عبد الله عبر ثلاث محطات رئيسية.

الخط السادس يربط ميناء الملك عبد الله بمدينة ينبع الصناعية بطول 172 كيلومترًا، ما يسهم في تعزيز الروابط التجارية بين هذه المناطق الحيوية.

المراكز اللوجستية: قلب الجسر البري

من خلال هذا المشروع، تهدف المملكة إلى تعزيز مكانتها في المؤشر اللوجستي العالمي لتصبح من بين أفضل عشر دول في العالم بحلول عام 2030.

لتحقيق ذلك، سيتضمن المشروع إنشاء 7 مراكز لوجستية هامة، تشمل مركز لوجستي في مدينة الجبيل الصناعية، ميناء الدمام الجاف، ميناء الرياض الجاف، ومركز لوجستي في مطار الملك خالد في الرياض، بالإضافة إلى ميناء جدة الجاف، ومراكز لوجستية أخرى في ميناء الملك عبد الله ومدينة ينبع الصناعية.

أهداف الجسر البري

مشروع الجسر البري يحمل أهدافًا طموحة من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي والبنية التحتية في المملكة، أهم هذه الأهداف تشمل:

  • تعزيز البنية التحتية الوطنية ورفع كفاءة النقل
  • المساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي من خلال تعزيز الأنشطة غير النفطية
  • تحسين مكانة المملكة في المؤشر اللوجستي العالمي
  • توفير فرص عمل متنوعة عبر تعزيز المحتوى المحلي في مجالات متعددة
  • ربط البحر الأحمر بالخليج العربي، حيث يعتبر ممر البحر الأحمر أحد أهم الممرات التجارية العالمية، وتمر عبره 12% من التجارة الدولية، مما يجعل الجسر البري عنصرًا مهمًا في تعزيز الاستفادة الاقتصادية من هذا الممر الحيوي.

الشركة المنفذة: تحالف دولي بقيادة شركة صينية

حتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن الشركة المنفذة لمشروع الجسر البري، إلا أن وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، كان قد أعلن في يناير 2023 أن هناك تحالف يقوده عملاق صيني إلى جانب 11 شركة عالمية أخرى يعمل على تنفيذ المشروع.

هذه الشراكة تعكس اهتمام المملكة بالاستعانة بخبرات دولية لتعزيز جودة وكفاءة تنفيذ المشروع.

باختصار، يعد مشروع الجسر البري السعودي خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد الوطني ورفع مكانة المملكة في الساحة الدولية، فضلًا عن دوره الكبير في تطوير قطاع النقل والبنية التحتية في البلاد، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.