سر تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم في جدة وكيف كتب كلمة مظلوم بدمه بعد إعدامه؟

سر تسمية حارة المظلوم
  • آخر تحديث

ليس كل الأسماء تطابق مسمياتها؛ فقد أطلق العرب على الصحراء وصف "مفازة"، وعلى اللديغ "السليم" وعلى الأعمى "بصير" تفاؤلاً وتيمناً وربما أثارت تسمية حارة "المظلوم" في مدينة جدة العديد من التساؤلات خاصة بعد توثيق بعض المصادر لمرويات تاريخية وحكايات أقرب إلى الأساطير حول سبب تسمية هذه الحارة بهذا الاسم.

سر تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم في جدة وكيف كتب كلمة مظلوم بدمه بعد إعدامه؟ 

بدأت القصة في القرن الثالث عشر الهجري حيث تروي إحدى الروايات أن السلطنة العثمانية، بعد علمها بتحرك الأسطول البرتغالي للسيطرة على جدة، أمرت أهالي المدينة ببناء سور لحمايتها من الغزو وكان المشرفون على بناء السور يقرعون أبواب البيوت لإيقاظ الرجال واقتيادهم للعمل كرهاً وفي أحد الأيام غلب النوم أحد البنائين فقتلوه وأتموا بناء السور فوق جثته.

روايات أخرى

هناك رواية أخرى تقول أن الباني عبد الكريم ثار على السخرة العثمانية وجيّش الأهالي ضدهم وكانت عائلة باناجة تؤويه، ولكن تم القبض عليه وسحله بعربة تجرها الجياد على طول الشارع الذي يقع عليه مسجد الشافعي، وصلبوه بالقرب من باب المسجد عدة أيام، فكتب دمه عبارة "مظلوم".

وفي رواية ثالثة، في عام 1134هـ وقعت فتنة بين أغوات المدينة ورجال حاميتها من العسكر بدأت الفتنة بسبب رجل من توابع الأغوات أراد الانخراط في سلك الجندية، ولكن تم منعه واشتدت الفتنة وتمت ملاحقتهم وقتلهم داخل مسجد الشافعي، وعطلت الصلاة فيه وصدر أمر بإعدام مسبب الفتنة وتم القبض عليه وتنفيذ حكم الإعدام شنقاً ودفن في الحارة التي تُسمى اليوم "حارة المظلوم".

معالم حارة المظلوم

على الرغم من الاسم تضم حارة المظلوم أسواقًا عريقة مثل سوق العلوي، وسوق الجامع، وسوق البدو، التي ما زالت تشتهر بجودة بضائعها وكما تضم الحارة مساجد تاريخية مثل مسجد الشافعي، المعروف أيضًا باسم "المسجد العتيق"، ومسجد المعمار عند مدخل سوق العلوي من نهاية شارع قابل، ومسجد عثمان بن عفان الذي تجري فيه حفريات أثرية تحت إشراف وزارة الثقافة.

رأي الخبراء

يرى أستاذ التاريخ الدكتور عبدالرحمن العرابي أن حارة المظلوم من أقدم وأعرق حارات جدة وتقع في قلب المدينة. يشير إلى أن تسميتها جاءت من روايات أسطورية لا تحمل حقيقة سوى خيال الناس ومن أشهر معالم حارة المظلوم بيت نصيف التاريخي، الذي سكنه الملك عبد العزيز عند دخوله جدة، ويعتبر معلماً تاريخياً ومزاراً لعشاق الآثار.