الكشف عن مشكلة كبيرة في ميترو الرياض تسبب زحام مروري شديد وحل واحد لانهاء مشكلة زحمة الرياض

الكشف عن مشكلة كبيرة في ميترو الرياض
  • آخر تحديث

في ظل التوقعات التي تشير إلى أن تعداد سكان الرياض سيصل إلى 15 مليون نسمة بحلول عام 2030، يصبح من الضروري أن يتم التفكير في حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الزيادة الهائلة في عدد السكان.

الكشف عن مشكلة كبيرة في ميترو الرياض

هذا ما أكده الدكتور بدر بن سعود في مقاله الذي نشرته صحيفة "الرياض"، حيث أشار إلى أن مشروع مترو الرياض، على الرغم من أهميته، لن يكون الحل السحري الذي يعالج الازدحام المروري في المدينة بشكل كامل.

يوضح الدكتور بدر أن المترو السعودي، الذي من المتوقع أن يتسع لما يقارب 3.6 مليون راكب يوميًا بعد التوسعات المستقبلية، لن يكون كافي لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة في الرياض.

طرق رديفة لتخفيف الضغط المروري

مع تزايد الكثافة السكانية في الرياض، يجب أن تتضافر مجموعة من الحلول الهندسية لتخفيف الازدحام وضمان استدامة الحياة اليومية في المدينة.

بحسب ما أشار إليه الدكتور بدر بن سعود، فإن الحلول الهندسية تتطلب تغييرات جوهرية في تصميم البنية التحتية، من بين أبرز هذه الحلول:

  • تعديل التقاطعات: تطوير وتوسيع الطرق والتقاطعات الحالية لتيسير الحركة المرورية.
  • إضافة جسور ومخارج إضافية: إنشاء بنية فوقية مثل الجسور أو الأنفاق لتقليل الاختناقات في المناطق الحيوية.
  • تطوير طرق رديفة: إنشاء شوارع جديدة تخدم المناطق المزدحمة وتربط بين الطرق الرئيسية.

وفي الوقت نفسه، يرى الدكتور بدر أنه من الضروري تبني حلول تنظيمية صارمة لضمان أن الشوارع لا تتعرض للإرهاق الناتج عن تكدس المركبات، مثل منع الوقوف بجانب الطرق، وعدم الترخيص ببناء منشآت جديدة أو إقامة فعاليات إلا بعد دراسة التأثيرات على الحركة المرورية.

الحلول المستقبلية: المدن المتكاملة والمراكز الحضرية

من بين الحلول المبتكرة التي اقترحها الدكتور بدر بن سعود، هو إنشاء مراكز حضرية أو أحياء متكاملة يبلغ تعدادها السكاني 30 ألف شخص على الأقل.

هذه الأحياء يجب أن تحتوي على كافة الخدمات الأساسية مثل المراكز الصحية، والمدارس، وكذلك فروع لمقرات العمل.

فكرة هذه الأحياء هي جعل السكان لا يحتاجون للخروج منها إلا نادرًا، مما يقلل من الضغط على الطرق والشوارع ويسهم في تقليل الازدحام.

تأثير مترو الرياض على حركة المشاوير اليومية

من المقرر أن يبدأ تشغيل مترو الرياض في نهاية العام الجاري، ويأمل أن يسهم في تخفيف الضغط على الطرق العامة.

وفقًا للتوقعات، سيقلل المترو من عدد المشاوير اليومية بنحو 250 ألف مشوار.

لكن مع الأخذ في الاعتبار أن سكان الرياض يقومون حاليًا بما يقارب 16 مليون مشوار يوميًا، فإن هذا التخفيف سيكون طفيف بنسبة حوالي 1.5%.

وبالتالي، فإن التأثير الذي سيحدثه المترو في البداية قد لا يكون كبيرًا بما فيه الكفاية لتغيير صورة الازدحام بشكل جذري.

عادات الناس وتأثيرها على الحلول المقترحة

يشير الدكتور بدر إلى أن العادات السائدة بين سكان الرياض، مثل الاعتماد الكبير على وسائل النقل الخاصة، قد تكون أحد العوامل التي تعرقل تبني حلول النقل العام.

فالكثير من الناس لديهم ارتباط عاطفي مع سياراتهم الخاصة، ويفضلونها حتى وإن كانت أكثر تكلفة من وسائل النقل العامة، وهو ما يتطلب من السلطات تنفيذ معالجات استئصالية أو "جبرية".

ومن بين هذه المعالجات، يطرح فكرة فرض ضريبة على الازدحام في الشوارع المزدحمة، وكذلك فرض ضريبة على التلوث لتشجيع الناس على استخدام وسائل النقل العامة مثل المترو، الذي يعتمد على الطاقة الكهربائية النظيفة.

رؤية مستقبلية لمدينة الرياض

بينما يعد مترو الرياض خطوة هامة نحو تحسين وسائل النقل العام في المدينة، إلا أن المدينة بحاجة إلى حلول هندسية وتنظيمية شاملة لمواكبة الزيادة السكانية السريعة.

لا يمكن الاعتماد على مترو الرياض فقط لحل أزمة الازدحام، بل يجب أن تتضافر جهود تطوير البنية التحتية، وتوفير حلول مبتكرة لمواجهة الكثافة المتزايدة في المدينة في المستقبل القريب.