السعودية تعلن عن حالات جديدة يتم فيها تجميد الحسابات البنكية للمقيمين بدون إخطار مسبق من البنك

البنوك السعودية
  • آخر تحديث

أصدر البنك المركزي السعودي (ساما) توجيهات جديدة تهدف لتعزيز النزاهة المالية ومحاربة الجرائم المالية، من خلال وضع ضوابط واضحة تحدد الحالات التي تستوجب تجميد الحسابات البنكية للمقيمين في المملكة. وتأتي هذه الإجراءات ضمن جهود متكاملة من البنك المركزي السعودي لضمان أمن النظام المالي وتحقيق الحوكمة الرشيدة في القطاع المصرفي، إضافةً إلى دعم استقرار السوق المالية في المملكة.

وتسعى المملكة، ضمن رؤيتها 2030، إلى بناء اقتصاد متين من خلال تحسين جودة الأداء المالي وإرساء سياسات مالية صارمة. وإذ تتابع "ساما" مسيرتها الحثيثة في حماية القطاع المالي، تؤكد هذه التوجيهات الجديدة على الدور البارز الذي تلعبه في مواجهة التحديات المالية الحديثة، بما فيها غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتهرب الضريبي.

 الحالات التي تستدعي تجميد الحسابات البنكية

تأتي توجيهات البنك المركزي السعودي في إطار تقنين الحالات التي تتطلب تجميد الحسابات البنكية للمقيمين، بهدف حماية النظام المالي من الممارسات غير المشروعة. وفيما يلي أبرز الحالات التي تم تحديدها:

1. الاشتباه في غسل الأموال أو تمويل الإرهاب

     يُعد غسل الأموال وتمويل الإرهاب من أخطر التهديدات التي تواجه الأنظمة المالية في جميع أنحاء العالم، وتعمل "ساما" على التصدي لهذه الأنشطة من خلال التعاون مع الجهات الأمنية المختصة. حيث ينص التوجيه على تجميد حسابات الأفراد الذين تتعلق بهم شبهات بأنشطة غسل الأموال أو تمويل الإرهاب، بناءً على تحقيقات الجهات المختصة. ويهدف هذا الإجراء إلى تقليص المخاطر المالية وضمان عدم استغلال القطاع المصرفي في عمليات غير قانونية.

2. عدم الالتزام بالإفصاح المالي والضريبي  

   يشدد البنك المركزي على أهمية الالتزام بالإفصاح المالي والشفافية الضريبية للمقيمين في المملكة، حيث يتعين على الأفراد توفير معلومات دقيقة عن مصادر أموالهم وطبيعتها. ويترتب على المقيمين الالتزام بمعايير الإفصاح المطلوبة من السلطات المالية، وإلا قد يتعرضون لتجميد حساباتهم في حال اكتشاف عدم الالتزام بهذه الشروط. تُعتبر هذه الخطوة ضرورية لمنع التهرب الضريبي وضمان الشفافية في التعاملات المالية.

3. الاشتباه في التهرب الضريبي أو الغش المالي  

   تسعى الحكومة السعودية إلى مكافحة التهرب الضريبي والغش المالي بشكل صارم. وقد يشمل ذلك تجميد الحسابات التي يُشتبه بارتباطها بأنشطة تهرب ضريبي أو أي ممارسات مالية احتيالية أخرى. تتعاون "ساما" مع الجهات الضريبية والمالية لضبط الأفراد المتورطين في هذه الأنشطة، حيث يساهم هذا الإجراء في الحد من انتشار الغش المالي ويضمن نزاهة النظام المالي.

 أهداف هذه التوجيهات وأهميتها

تهدف هذه السياسات الجديدة إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تصب في دعم استقرار القطاع المالي في المملكة وتحقيق الأمان المالي للمقيمين، ومن هذه الأهداف:

 1. حماية النظام المالي السعودي

يسعى البنك المركزي السعودي من خلال هذه الإجراءات إلى تأمين سلامة واستقرار النظام المالي، خاصةً في ظل الارتباطات المتزايدة بين الأنظمة المالية العالمية. يساعد ذلك على تجنب مخاطر الانهيار المالي أو تعريض المملكة لأزمات مالية دولية، من خلال توفير آلية فعّالة لضبط أي مخالفات مالية محتملة.

 2. مكافحة الجرائم المالية

تضع توجيهات "ساما" أولوية لمكافحة الجرائم المالية بأنواعها المختلفة، بما فيها غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتهرب الضريبي. إذ تستهدف الإجراءات تحقيق أعلى معايير النزاهة ومكافحة السلوكيات غير المشروعة التي تضر بالاقتصاد الوطني. ويأتي ذلك انسجامًا مع توجهات المملكة لتعزيز الأمن المالي العالمي وضمان تحقيق بيئة استثمارية آمنة.

 3. تعزيز الشفافية والامتثال

تدعو "ساما" إلى الالتزام الكامل بالإفصاح المالي وضمان الشفافية، حيث إن هذه المتطلبات تعزز من الثقة المتبادلة بين المؤسسات المالية والعملاء، وتزيد من كفاءة التعاملات المالية. كما تعمل هذه التوجيهات على تيسير التعاون بين البنوك والمقيمين في المملكة، مع التأكيد على الالتزام الكامل بجميع القوانين المصرفية المطبقة. 

 دور البنك المركزي السعودي في تحقيق الأمن المالي

يواصل البنك المركزي السعودي دوره الريادي في تعزيز النزاهة المالية والامتثال للمعايير الدولية لمكافحة الجرائم المالية، إذ يُعد من المؤسسات المالية الرائدة في المنطقة التي تسعى لتحقيق الشفافية والعدالة في قطاعها المالي. ويعمل "ساما" على تطبيق مجموعة من الإجراءات الأمنية والمالية الصارمة لحماية أموال المواطنين والمقيمين على حد سواء، كما يواصل التنسيق مع المؤسسات المالية المحلية والدولية لتعزيز التعاون في مكافحة الجرائم المالية.

إضافةً إلى ذلك، يُعتبر البنك المركزي داعمًا رئيسيًا للممارسات المصرفية الرشيدة التي تساهم في جذب الاستثمارات وتحقيق النمو المستدام. إذ تقوم "ساما" بتعزيز مراقبة العمليات المالية وضبط الأنشطة المشبوهة بما يحفظ استقرار السوق المصرفي ويدعم ثقة المستثمرين والعملاء.

وتشير التوجيهات الجديدة إلى أهمية اتباع المقيمين في المملكة للقواعد واللوائح المالية المعتمدة، حيث من المتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في رفع مستوى الوعي المالي وتجنب الانتهاكات المحتملة. كما تعكس هذه التوجيهات حرص الحكومة السعودية على إيجاد بيئة عمل آمنة وخالية من المخاطر المالية، وتزيد من فرص التزام الأفراد بتعليمات البنك المركزي.

ويُعد تجميد الحسابات البنكية من بين أكثر الإجراءات حزمًا للحد من الأنشطة المالية غير القانونية، حيث ستحافظ هذه التوجيهات على التزام جميع المقيمين بالشروط المالية لضمان سير المعاملات بسلاسة وشفافية.

ومن المهم على المقيمين في المملكة الالتزام بتعليمات البنك المركزي السعودي لتجنب التعرض لأي إجراءات قانونية محتملة. ويشمل ذلك الإفصاح الكامل عن مصادر الدخل، والالتزام بتقديم البيانات المالية الصحيحة. كما ينصح الخبراء بضرورة متابعة التحديثات الصادرة عن "ساما" والتأكد من تطبيق كل المتطلبات المطلوبة للامتثال مع القوانين المالية، بما يسهم في الاستفادة من نظام مالي آمن ومستقر.