رسمياً: كشف تفاصيل مشروع جسر بحري ضخم ينافس جسر الملك فهد بين السعودية والبحرين

صفوى - رأس تنورة
  • آخر تحديث

قام معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، بجولة تفقدية لمشروع الجسر البحري الذي يربط بين مدينتي صفوى ورأس تنورة في المنطقة الشرقية، والذي يُعد الأول من نوعه في المملكة. وقد رافق الجاسر في هذه الزيارة رئيس الهيئة العامة للطرق المكلف، المهندس بدر بن عبدالله الدلامي، بهدف الوقوف على آخر مستجدات المشروع والتأكد من سير العمل بمراحله المختلفة، والتحديات التي واجهت فرق العمل وكيفية التغلب عليها.

 مشروع الجسر البحري "صفوى - رأس تنورة": نقلة نوعية في البنية التحتية بالمملكة

يُمثل مشروع الجسر البحري الجديد بين صفوى ورأس تنورة إحدى المشاريع الضخمة التي تأتي ضمن خطط المملكة لتعزيز بنيتها التحتية ضمن رؤية 2030. ويهدف هذا المشروع إلى تسهيل حركة النقل البري بين المدينتين، ما يسهم في تقليل الازدحام المروري ويعزز من الترابط بين مدن المنطقة الشرقية. كما أن هذا المشروع سيؤدي دوراً مهماً في تحفيز الأنشطة الاقتصادية والسياحية، مما يجعله ليس مجرد طريق، بل استثماراً استراتيجياً في شبكة الطرق السعودية.

 تفاصيل فنية ومراحل إنجاز المشروع

أثناء الجولة التفقدية، استمع المهندس الجاسر والمهندس الدلامي إلى شرح مفصل من فريق المهندسين المشرفين على المشروع، حيث استعرض الفريق أبرز التقنيات المستخدمة في بناء الجسر وتوضيح مدى تطور العمل حتى الآن. يبلغ طول الجسر 3.2 كيلومتر، ويضم العديد من القنوات التصريفية التي يبلغ عددها 15 قناة في محافظة صفوى، و9 قنوات أخرى في رأس تنورة، ما يساهم في تحسين نظام تصريف المياه في المنطقة ويقلل من مخاطر السيول في حالات الطقس السيء.

ويشير تقرير الهيئة العامة للطرق إلى أن المشروع سيساهم في تقليص المسافة بين صفوى ورأس تنورة بنسبة تصل إلى 50%. كما سيسهل الوصول إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام، مما يجعله أحد المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين التنقل بين المدن والمرافق الحيوية.

 تأثيرات المشروع على الاقتصاد المحلي والسياحة

يأتي مشروع الجسر البحري "صفوى - رأس تنورة" ضمن مجموعة مشاريع ضخمة تهدف إلى تعزيز قطاع النقل داخل المملكة، حيث يُتوقع أن يكون للجسر دور محوري في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المنطقة الشرقية. ويُعد الجسر خطوة مهمة لدعم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة الشرقية من خلال تسهيل حركة البضائع والأفراد، ما يخلق فرصاً جديدة للاستثمار.

وبما أن المنطقة الشرقية تحظى بمكانة خاصة كمركز للصناعات النفطية والثروات الطبيعية، فإن تحسين البنية التحتية وزيادة الاتصال بين مدن المنطقة سيساهم في تعزيز قدرة الشركات والمؤسسات على تحقيق معدلات أعلى من الكفاءة التشغيلية واللوجستية. ويعكس هذا المشروع الاهتمام البالغ بتطوير المناطق الساحلية وربطها ببقية المملكة، مما يعزز من جاذبية المنطقة للسياحة والاستثمار العقاري على حد سواء.

 تصريحات الوزير الجاسر وأهمية المشروع لتحقيق أهداف رؤية 2030

أكد وزير النقل، المهندس صالح الجاسر، في تصريح له خلال الجولة، على أهمية مشروع الجسر البحري بين صفوى ورأس تنورة، مشيراً إلى أن هذا المشروع يعتبر استراتيجياً ويأتي ضمن الجهود التي تبذلها وزارة النقل لتطوير شبكة الطرق بالمملكة، وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030. وشدد الجاسر على ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة في تنفيذ المشروع، مع الالتزام بالجدول الزمني المحدد لضمان إنجازه في الوقت المناسب.

وأوضح الجاسر أن الوزارة تعمل بشكل مكثف مع الهيئة العامة للطرق لضمان أن تكون هذه المشاريع وفقاً لأحدث المعايير العالمية، وأنها تسعى بشكل مستمر لتطوير بنية تحتية مستدامة تساهم في تسهيل التنقل بين المدن والمناطق الحيوية. وأكد على أن الوزارة والهيئة العامة للطرق تسعيان إلى تعزيز الكفاءة اللوجستية وتوفير بنية تحتية متكاملة تلبي احتياجات المملكة المتنامية.

 التقنيات المستخدمة والتحديات التي تم تجاوزها

كشف الفريق الهندسي عن عدد من التقنيات الحديثة التي جرى استخدامها لتسريع تنفيذ المشروع وتخطي التحديات التي واجهت العمل في المرحلة السابقة. وتشمل هذه التقنيات نظمًا هندسية متطورة في تركيب دعامات الجسر والمعدات المستخدمة لتسهيل بناء القنوات المائية. كما جرى تطبيق نظم ذكية لقياس التدفق المائي والتأكد من تحقيق أعلى معايير الأمان والسلامة الهيكلية.

وأوضح المهندس الدلامي أن المشروع واجه عدداً من التحديات البيئية والجغرافية التي تتطلب العمل بحذر لضمان عدم التأثير على البيئة البحرية، مضيفاً أن الفريق استطاع التغلب على هذه العقبات بفضل التعاون المشترك بين الجهات المعنية واعتماد حلول هندسية متقدمة تتماشى مع المعايير البيئية المطلوبة.

 توقيت تشغيل المشروع: بداية جديدة لربط المدن الساحلية

تتوقع وزارة النقل أن يتم افتتاح المشروع وبدء التشغيل الرسمي للجسر البحري بين صفوى ورأس تنورة في موعد قريب، حيث تسعى الهيئة العامة للطرق إلى إنجاز هذا المشروع ضمن الجدول الزمني المحدد. ومن المتوقع أن يكون المشروع جاهزًا للاستخدام العام خلال الأشهر القادمة، مما يضيف بُعداً جديداً للتنقل بين المدن الساحلية في المنطقة الشرقية.

ويأتي هذا المشروع كجزء من خطة الوزارة لتوسيع وتحسين شبكة الطرق والجسور في مختلف أنحاء المملكة، حيث تخطط الوزارة لإطلاق مشاريع بنية تحتية مماثلة لربط المدن الساحلية بالمراكز الاقتصادية الحيوية، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في مختلف المناطق.

وبإعلان مشروع الجسر البحري "صفوى - رأس تنورة"، تواصل المملكة العربية السعودية خطواتها المتسارعة نحو تحقيق التطور الشامل في البنية التحتية والنقل. هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، يفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية تعزز من التواصل بين المناطق والمدن الحيوية وتدعم التنمية المستدامة. ويؤكد هذا المشروع على التزام الحكومة بتطوير البنية التحتية ضمن رؤية المملكة الطموحة 2030، ما يجسد رؤية القيادة في تقديم بيئة حضرية متقدمة وبنية تحتية تخدم المواطنين والمقيمين على حد سواء.