قرارات بتخفيف دوام هذه الفئات من الموظفين في الرياض لتخفيف الزحام المروري والكشف عن الفئات المشمولة وتاريخ بداية تطبيق القرار

الزحام المروري في الرياض
  • آخر تحديث

كشف المهندس عبد العزيز السحيباني، خبير هندسة النقل والمرور، عن إمكانية تطبيق نظام العمل عن بُعد لفئات محددة من الموظفين كأحد الحلول السريعة والفعالة لتخفيف الاختناقات المرورية في العاصمة السعودية الرياض، لا سيما في ساعات الذروة. وأشار إلى أن اعتماد هذا النظام من شأنه تقليل الضغط على شبكات الطرق، مما يساهم في تحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليص أوقات التنقل.

 فئات الموظفين المستهدفة

في تصريح خاص، أوضح السحيباني أن العمل عن بُعد ينبغي أن يشمل موظفي الأعمال المكتبية والإدارية الذين لا تتطلب وظائفهم الحضور الميداني بشكل دائم، مما يمكنهم من أداء مهامهم بكفاءة من خلال التقنيات الحديثة. وأكد أن هذا التوجه سيساهم في تقليل عدد المركبات على الطرق بنسبة ملحوظة، حيث تشير الدراسات إلى أن تقليل عدد السيارات خلال ساعات الذروة يؤدي إلى تحسين سرعة تدفق الحركة المرورية بنسبة تصل إلى 20-30% في المدن الكبرى.

 فوائد العمل عن بُعد للموظفين والبيئة

وأكد السحيباني على أن العمل عن بُعد يحمل مزايا متعددة تتجاوز الجوانب المرورية، حيث يُسهم في تقليل الوقت والجهد الذي يبذله الموظفون في التنقل اليومي إلى أماكن العمل، مما يرفع من مستوى الإنتاجية. كما يؤدي إلى تخفيض استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون الضارة بالبيئة، مما يعزز الجهود الوطنية للحد من التلوث البيئي وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تحسين جودة الحياة في المدن.

 دعم تكامل الجهات الحكومية والخاصة

وشدد المهندس السحيباني على أهمية تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لضمان نجاح هذا الحل، من خلال وضع آليات مرنة وسياسات تضمن تنفيذ العمل عن بُعد بفعالية، بما يتماشى مع طبيعة وظائف الموظفين المختلفة. واقترح تطوير برامج تدريبية لتمكين الموظفين من استخدام أدوات العمل عن بُعد بكفاءة، وإنشاء منصات تكنولوجية متقدمة لدعم التواصل بين الفرق وتحقيق الأهداف المؤسسية.

 تجارب عالمية سابقة

تطرق السحيباني إلى التجارب العالمية الناجحة في مجال العمل عن بُعد، مشيراً إلى أن العديد من المدن الكبرى حول العالم اعتمدت هذا الأسلوب للتخفيف من الاختناقات المرورية. على سبيل المثال، حققت مدن مثل سان فرانسيسكو وسنغافورة تحسناً ملحوظاً في مستويات الازدحام بعد تطبيق سياسات العمل عن بُعد لموظفي القطاعين العام والخاص.

 التحديات المحتملة

وعلى الرغم من الفوائد المتعددة للعمل عن بُعد، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها لضمان فعالية هذا الحل. من بين هذه التحديات، الحاجة إلى تطوير البنية التحتية الرقمية، مثل تعزيز شبكات الإنترنت لتوفير اتصال سريع ومستقر للموظفين. كما أن البعض من الوظائف لا يمكن تحويلها بالكامل إلى العمل عن بُعد بسبب طبيعتها الميدانية أو اعتمادها على التفاعل المباشر.

 

ومن أجل ضمان نجاح تطبيق العمل عن بُعد كحل لتخفيف الازدحام المروري في الرياض، يقترح السحيباني مجموعة من التوصيات، تشمل: 1. تحديد أيام عمل مرنة: يمكن تقليل الازدحام من خلال السماح للموظفين بالعمل من المنزل لعدة أيام في الأسبوع، ما يخفف الضغط على الطرق خلال ساعات الذروة. 2. تحفيز الشركات الخاصة على تبني العمل عن بُعد: يمكن تقديم حوافز للشركات التي تعتمد العمل عن بُعد لموظفيها، مثل تخفيض الضرائب أو تقديم دعم حكومي لتحسين البنية التحتية الرقمية. 3. إجراء تقييم دوري للنتائج: يجب متابعة تنفيذ العمل عن بُعد وتقييم نتائجه بشكل دوري من خلال تحليل البيانات المرورية، ما يتيح الفرصة لتطوير الاستراتيجيات بناءً على المتغيرات الواقعية. 4. تحسين خدمات النقل العام: لضمان توفير بدائل مناسبة، ينبغي تطوير خدمات النقل العام لجعلها أكثر كفاءة وجاذبية للموظفين الذين لا يمكنهم العمل عن بُعد.

وفي إطار رؤية السعودية 2030، تأتي مبادرات العمل عن بُعد كجزء من الجهود الرامية إلى تحسين جودة الحياة في المدن السعودية، حيث تركز الرؤية على تعزيز مرونة أنظمة العمل ورفع كفاءة الموارد البشرية. وقد أكدت الجهات المعنية في الرياض أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق هذا الهدف، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة ومرونة.