رسمياً: الاعلان عن موعد تشغيل الجسر المعجزة بين الدمام وجدة الذي يصل البحر الأحمر بالخليج العربي ويختصر السفر الى عدة ساعات فقط

مشروع الجسر بين جدة والدمام
  • آخر تحديث

في خطوة طموحة لدعم التنمية الاقتصادية واللوجستية، أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطط لإطلاق مشروع "الجسر البري"، الذي يُعد أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في تاريخ البلاد. يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى الربط بين موانئ البحر الأحمر والخليج العربي عبر شبكة من السكك الحديدية تمتد على مسافة 1300 كيلومتر، ما يسهم في تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والتنموية ضمن رؤية المملكة 2030.

 تفاصيل المشروع: أكبر شبكة سكك حديدية في المملكة

يتضمن مشروع الجسر البري إنشاء شبكة سكك حديدية بطول 1300 كيلومتر، تربط بين موانئ المملكة المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي. ستتصل هذه الشبكة بالمراكز اللوجستية الكبرى في البلاد، مما يسهم في تحقيق نقل سريع وفعال للبضائع عبر المملكة. 

المزايا الرئيسية للمشروع تشمل:

1. تعزيز الربط اللوجستي بين الشرق والغرب: يهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المملكة على نقل البضائع بين المناطق الشرقية والغربية بكفاءة عالية، مما يساهم في تحسين تجربة النقل التجاري داخل البلاد.

2. دعم التجارة الدولية: من المتوقع أن يسهم الجسر البري في تنشيط حركة التجارة بين آسيا وأوروبا عبر الموانئ السعودية، ما يعزز دور المملكة كمركز تجاري عالمي.

3. تقليل الاعتماد على النقل بالشاحنات: ستعمل شبكة السكك الحديدية على تقليل الاعتماد على الشاحنات في نقل البضائع، مما يخفض من انبعاثات الكربون ويحد من الازدحام المروري على الطرق السريعة.

4. تقصير زمن نقل البضائع: سيتيح المشروع تقليص زمن نقل البضائع من خمسة أيام إلى أقل من 72 ساعة، ما يرفع من كفاءة سلاسل التوريد.

 التكلفة والتمويل: استثمارات ضخمة لتحقيق أهداف 2030

تُقدر تكلفة المشروع بحوالي 50 مليار دولار، تشمل أعمال الإنشاءات والتجهيزات التقنية واللوجستية المطلوبة لشبكة السكك الحديدية. وستقوم الحكومة بتمويل المشروع من خلال شراكات مع القطاع الخاص، إضافة إلى استثمارات دولية من الشركات العالمية المتخصصة في مجال البنية التحتية والنقل.

أكدت وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية أنه من المقرر طرح مناقصات المشروع خلال العام الجاري، حيث يجري حاليًا إعداد المخططات النهائية ودراسة الأثر البيئي. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع بحلول عام 2030، في إطار الجهود المتسارعة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

 أهمية الجسر البري للاقتصاد الوطني: فوائد متعددة وفرص جديدة

يعد مشروع الجسر البري من المشاريع الوطنية المهمة التي تحمل الكثير من الفوائد الاقتصادية للمملكة، بما في ذلك:

1. تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي: من خلال إنشاء بنية تحتية لوجستية متطورة، ستعزز السعودية من قدرتها على استقبال وشحن البضائع بين مختلف الدول، مما يزيد من تنافسيتها العالمية في مجال التجارة والنقل.

2. توفير فرص عمل جديدة: مع بدء الأعمال الإنشائية والتشغيلية للمشروع، يُتوقع أن يساهم الجسر البري في خلق آلاف فرص العمل للمواطنين في مجالات الهندسة واللوجستيات والنقل.

3. زيادة الصادرات السعودية: سيُسهم تسهيل النقل بين الموانئ السعودية في رفع كفاءة الصادرات والواردات، وزيادة حجم التبادل التجاري مع دول العالم.

4. تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط: يعكس هذا المشروع التزام المملكة بتحقيق التحول الاقتصادي والتنويع بعيدًا عن النفط، وذلك عبر الاستثمار في البنية التحتية والنقل.

 تصريحات رسمية: تأكيد على أهمية المشروع ودوره الحيوي

أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، صالح الجاسر، في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن مشروع الجسر البري يعد "مشروعًا وطنيًا مهمًا، وسيلعب دورًا محوريًا في تعزيز تنافسية المملكة في الاقتصاد العالمي". وأشار الوزير إلى أن المشروع يأتي في إطار جهود المملكة لتطوير البنية التحتية وتحسين كفاءة النقل، بما يواكب رؤية 2030.

وأوضح أن المشروع سيضع المملكة في مكانة متقدمة في مجال النقل واللوجستيات على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الجسر البري سيكون بمثابة "شريان حيوي" لتعزيز التجارة الدولية، خاصة بين الدول الآسيوية والأوروبية.

 آراء الخبراء: التأثير الإيجابي على الاقتصاد والتنمية المستدامة

أشاد خبراء اقتصاديون بمشروع الجسر البري، معتبرين إياه خطوة استراتيجية ستُحدث نقلة نوعية في مجال النقل والتجارة في المملكة. حيث توقع المحللون أن يؤدي المشروع إلى:

1. تنشيط حركة التجارة والنقل: مع تقليص زمن نقل البضائع وزيادة كفاءة شبكات النقل، من المتوقع أن يشهد قطاع التجارة في المملكة نموًا ملحوظًا.

2. جذب الاستثمارات الأجنبية: تسهم المشاريع الضخمة مثل الجسر البري في تعزيز جاذبية المملكة للمستثمرين الأجانب، خاصة في قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية.

3. زيادة الإيرادات غير النفطية: ينسجم المشروع مع خطط المملكة لتنويع مصادر الدخل الوطني وزيادة الإيرادات غير النفطية، مما يدعم النمو الاقتصادي المستدام.

4. التقليل من الأثر البيئي: بالحد من الاعتماد على الشاحنات في نقل البضائع، يسهم المشروع في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء، وهو جزء من التزام المملكة بالاستدامة البيئية.

 

ويأتي مشروع الجسر البري ضمن سلسلة من المشاريع الطموحة التي أطلقتها المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030. تسعى السعودية من خلال هذه الرؤية إلى تحويل اقتصادها إلى نموذج متقدم قائم على التنوع والابتكار، وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية. ويُعتبر تطوير البنية التحتية والنقل جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، حيث يعكس التزام الحكومة بتعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين وتطوير القطاعات الحيوية في البلاد.