السعودية تحدد بقرارات رسمية التواريخ الجديدة لرفع سن التقاعد من 60 إلى 65 سنة لموظفين الدولة في القطاعات المدنية والعسكرية وتحدد الفئات التي لن يشملها القرار

المؤسسة العامة للتقاعد
  • آخر تحديث

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية عن تعديلات هامة على نظام التقاعد المدني ونظام التأمينات الاجتماعية، تشمل تغييرات في سن التقاعد لبعض الفئات من الموظفين في القطاعين المدني والعسكري. وقد بدأ تطبيق هذه التعديلات اعتبارًا في وقت سابق من العام 2024، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان التغيير يشمل جميع الموظفين أم يقتصر على فئات معينة. يهدف هذا التقرير إلى توضيح النقاط الرئيسية للتعديلات وأثرها على الموظفين الحاليين والجدد في المملكة.

 تفاصيل التعديلات على نظام التقاعد: شمولية أم جزئية؟

أكدت وزارة الموارد البشرية أن التعديلات الجديدة على سن التقاعد لا تشمل جميع الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص. بدلاً من ذلك، تقتصر هذه التعديلات على فئات محددة من الملتحقين الجدد بالعمل ممن ليست لديهم أي مدد اشتراك سابقة في نظام التقاعد المدني أو نظام التأمينات الاجتماعية. وتشمل التعديلات رفع سن التقاعد تدريجيًا من 60 عامًا إلى ما بين 58 و65 عامًا، بزيادة تُطبق على مراحل تبدأ بأربعة أشهر إضافية فوق السن الحالية، وذلك اعتمادًا على العمر الحالي للموظف في تاريخ سريان التعديلات.

 الفئات المستهدفة: توضيحات هامة من وزارة الموارد البشرية

بحسب بيان الوزارة، فإن التعديلات الجديدة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الحاجة إلى تمديد فترة العمل للموظفين الجدد وبين ضمان الاستفادة من الموارد البشرية بشكل أفضل. الفئات المستهدفة بالتعديلات تشمل الموظفين الجدد الذين يلتحقون بالعمل في القطاعين العام والخاص اعتبارًا من تاريخ بدء سريان التعديلات، وذلك بشرط ألا يكون لديهم أي مدد اشتراك سابقة في أي من نظامي التقاعد. وبالتالي، فإن الموظفين الذين لديهم فترات اشتراك سابقة أو تجاوزت أعمارهم 50 عامًا هجرية قبل تاريخ سريان التعديلات لن يتأثروا بهذه التغييرات.

 التعديلات الخاصة بالموظفين الحاليين: كيف تتأثر أوضاعهم؟

أكدت الوزارة أن التعديلات لا تشمل الموظفين الحاليين في القطاعين المدني والعسكري، باستثناء بعض الأحكام المتعلقة بسن التقاعد النظامية والمدة المطلوبة للتقاعد المبكر. بالنسبة للموظفين الحاليين الذين لديهم مدد اشتراك تقل عن 20 عامًا وأعمارهم تقل عن 50 عامًا هجرية، قد تتغير بعض التفاصيل المتعلقة بالسن النظامية للتقاعد. لكن بشكل عام، سيستمر العمل بأحكام النظام الحالية بالنسبة لهؤلاء الموظفين.

 أهم التغييرات في سن التقاعد والاشتراطات الجديدة

التغييرات الجوهرية تشمل النقاط التالية:

1. سن التقاعد النظامية: ستُرفع بشكل تدريجي من 60 عامًا إلى ما بين 58 و65 عامًا، بزيادة تبدأ بأربعة أشهر إضافية على السن الحالية، وسيتم تحديد الزيادة بناءً على عمر الموظف في تاريخ بدء تنفيذ التعديلات. 2. مدة الاشتراك اللازمة للتقاعد المبكر: سيتم رفعها تدريجيًا لتتراوح بين 25 و30 عامًا، بزيادة تبدأ بـ 12 شهرًا على المدة الحالية اللازمة للتقاعد المبكر، وسيعتمد ذلك على مدة الاشتراك في تاريخ سريان التعديلات. 3. تغييرات في المدد المؤهلة لاستحقاق المعاش: يمكن للموظفين التقاعد عند بلوغهم سن التقاعد النظامي أو بعد إكمال الحد الأدنى من سنوات الاشتراك المطلوب، بشرط ألا تقل مدة الاشتراك الفعلي عن 20 عامًا.

 الاستثناءات: من هم المستثنون من التعديلات الجديدة؟

تستمر الأحكام الحالية لنظامي التقاعد المدني والتأمينات الاجتماعية بالعمل دون أي تعديل على الفئات التالية:

- الموظفون الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة هجرية في تاريخ سريان التعديلات، حيث لن يطرأ أي تغيير على شروط تقاعدهم. - الأفراد الذين أكملوا 20 سنة من مدة الاشتراك في النظام التقاعدي قبل سريان التعديلات، حيث سيتم تطبيق القوانين الحالية عليهم دون تغيير.

تُعد هذه الاستثناءات خطوة من الوزارة لتجنب التأثير السلبي على الفئات التي اقتربت من سن التقاعد أو أمضت فترة طويلة في الخدمة، مما يعزز من الشفافية والعدالة في تطبيق القرارات.

 أسباب التعديلات: لماذا الآن؟

تسعى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال هذه التعديلات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها:

1. تعزيز استدامة الأنظمة التقاعدية: بزيادة سن التقاعد بشكل تدريجي، يمكن تقليل العبء المالي على صندوق التقاعد وضمان استمرارية تقديم المعاشات. 2. زيادة كفاءة سوق العمل: تمديد فترة الخدمة للموظفين يسهم في استغلال الخبرات البشرية لفترة أطول. 3. التكيف مع الزيادة المتوقعة في متوسط الأعمار: مع تحسن الرعاية الصحية وارتفاع متوسط الأعمار، يُصبح من المنطقي تعديل سن التقاعد ليتماشى مع هذا الاتجاه.

 كيف تؤثر التعديلات على خطط التقاعد المبكر؟

للموظفين الحاليين الذين يفكرون في التقاعد المبكر، ستكون هناك تعديلات على المدد المؤهلة للاستفادة من التقاعد المبكر. سيتم رفع مدة الاشتراك المطلوبة بشكل تدريجي، مما يعني أن الموظفين الذين يفكرون في إنهاء مسيرتهم المهنية مبكرًا قد يضطرون لإكمال فترة أطول من الاشتراك قبل أن يكونوا مؤهلين للحصول على المعاش المبكر.

ولقيت التعديلات الجديدة ترحيبًا من قبل خبراء الاقتصاد والتنمية الاجتماعية في المملكة، الذين يرون فيها خطوة إيجابية نحو تحقيق استدامة مالية طويلة الأمد لنظامي التقاعد المدني والتأمينات الاجتماعية. من المتوقع أن تؤدي التعديلات إلى تعزيز الاقتصاد عبر زيادة القوى العاملة الفعالة وإطالة مدة الخدمة الفعلية، مما يسهم في دعم خطط المملكة لتنويع مصادر الدخل وتحقيق رؤية 2030.

ودعت وزارة الموارد البشرية جميع المعنيين إلى زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة للاطلاع على تفاصيل التعديلات والمستجدات المتعلقة بنظامي التقاعد المدني والتأمينات الاجتماعية. كما أكدت الوزارة استعدادها لتلقي الاستفسارات عبر قنوات الاتصال المتاحة لتوضيح أي تفاصيل حول التعديلات الجديدة.