رسمياً: الصحة السعودية توصي بتناول هذا النوع من الشوكولاتة للصحة النفسية

انواع الشوكولاتة
  • آخر تحديث

أعلن مركز الصحة النفسية السعودي في تقرير حديث أن تناول الشوكولاتة بشكل يومي يمكن أن يساهم في حماية الدماغ من التدهور الذهني ويعزز صحة المخ. هذا الإعلان يأتي في ظل ازدياد الاهتمام العالمي بالوقاية من الأمراض المرتبطة بتدهور القدرات العقلية مثل الخرف والزهايمر، حيث تسعى الجهات الصحية إلى تقديم إرشادات ونصائح تستند إلى أحدث الأبحاث العلمية حول كيفية الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية مع تقدم العمر.

 أهمية الدراسة

الدراسة التي أشار إليها مركز الصحة النفسية السعودي تستند إلى أبحاث عالمية متعددة تؤكد أن مكونات الشوكولاتة، وبالأخص الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسب عالية من الكاكاو، تحتوي على مضادات الأكسدة والفلافونويدات التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز وظائف المخ. تم ربط هذه المكونات بزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعزز الأداء المعرفي ويحسن من الذاكرة على المدى الطويل.

 كيف تحمي الشوكولاتة الدماغ؟

وفقًا للتقرير، يعمل تناول الشوكولاتة الداكنة بشكل يومي على حماية الدماغ بفضل الفلافونويدات، وهي مركبات طبيعية توجد بكميات كبيرة في الكاكاو. تساعد هذه المركبات في تعزيز تدفق الدم إلى أجزاء مهمة من الدماغ، مثل الحُصين، الذي يعتبر مسؤولاً عن عمليات الذاكرة والتعلم. كما أنها تعمل على تقليل الالتهابات في الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية وتسبب أمراضًا مثل الزهايمر والخرف.

 دعم الذاكرة والتركيز

إحدى النتائج الرئيسية للدراسة هي أن الأشخاص الذين يتناولون الشوكولاتة الداكنة بانتظام لديهم تحسن ملحوظ في القدرة على التركيز والذاكرة مقارنة بأولئك الذين لا يستهلكونها. تبيّن أن تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة يومياً يمكن أن يساهم في تحسين الأداء العقلي اليومي، خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل أو من تراجع القدرات العقلية مع تقدم العمر.

 تأثير الشوكولاتة على الصحة النفسية

بالإضافة إلى الفوائد المعرفية، أثبتت الشوكولاتة أنها تلعب دورًا إيجابيًا في تحسين الحالة المزاجية والنفسية. يحتوي الكاكاو على مركبات تؤدي إلى إفراز "السيروتونين" وهو أحد النواقل العصبية المسؤولة عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة. وفقاً للتقرير، يمكن أن يساهم تناول الشوكولاتة بشكل يومي في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب البسيطة والمتوسطة. كما أن الشوكولاتة تساعد في تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يُعرف بهرمون التوتر، مما يجعل تناولها وسيلة فعالة للتخفيف من الضغط النفسي اليومي.

 الكمية الموصى بها

على الرغم من فوائد الشوكولاتة الصحية، يشدد مركز الصحة النفسية السعودي على أهمية تناولها بكميات معتدلة. يُنصح بتناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة (حوالي 30 غرامًا) يومياً للحصول على الفوائد الصحية دون التعرض لزيادة الوزن أو ارتفاع مستويات السكر في الدم. يوصي المركز باختيار الشوكولاتة التي تحتوي على نسبة كاكاو تتجاوز 70%، وذلك لضمان الحصول على أكبر قدر من الفوائد الصحية.

 ماذا يقول الخبراء؟

يؤكد خبراء التغذية والصحة النفسية في المركز أن التوازن هو المفتاح عندما يتعلق الأمر بتناول الشوكولاتة، خاصة فيما يتعلق بتجنب الأنواع التي تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون غير الصحية. ويشير الدكتور أحمد الغامدي، اختصاصي الصحة النفسية في المركز، إلى أن الشوكولاتة الداكنة هي الخيار الأفضل نظراً لاحتوائها على نسبة أقل من السكريات والدهون المشبعة مقارنة بالأنواع الأخرى.

ويضيف الغامدي: "نحن ننصح دائماً بتناول الأطعمة التي تعزز الصحة العقلية والنفسية، والشوكولاتة الداكنة تعد واحدة من هذه الأطعمة، ولكن من الضروري أن يكون ذلك ضمن نظام غذائي متوازن وأن يرافقه نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام."

 أهمية الوعي المجتمعي

في إطار جهود المركز لتعزيز الوعي بالصحة النفسية والوقاية من الأمراض العقلية، يسعى مركز الصحة النفسية السعودي إلى نشر نتائج هذه الدراسة على نطاق واسع من خلال منصات التواصل الاجتماعي والندوات الصحية. الهدف هو تشجيع الأفراد على اتخاذ خيارات غذائية تدعم صحة أدمغتهم وتقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية.

 هل الشوكولاتة الداكنة هي الحل السحري؟

على الرغم من الفوائد العديدة التي تم رصدها، إلا أن مركز الصحة النفسية السعودي يحرص على التأكيد أن الشوكولاتة الداكنة ليست الحل السحري للتدهور العقلي، بل هي جزء من نمط حياة صحي ومتوازن. ينصح الخبراء بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الأسماك الدهنية، الخضروات الورقية، والمكسرات، التي تلعب دوراً مهماً في تعزيز صحة الدماغ إلى جانب الشوكولاتة الداكنة.

 

ويعد تناول الشوكولاتة الداكنة بشكل يومي خيارًا مفيدًا لصحة الدماغ والنفسية وفقًا للدراسات الحديثة، ولكن يجب استهلاكها بحذر وبكميات معتدلة كجزء من نظام غذائي صحي متكامل. يبقى دور الغذاء في الحفاظ على الصحة العقلية جزءاً من الجهود الأوسع التي يبذلها الأفراد والمجتمع للوقاية من الأمراض العصبية والنفسية، وتعزيز الوعي حول الخيارات الغذائية التي تحمي العقل.