رسمياً: قرارات بحق محلات الشاورما في السعودية تمنع إضافة هذه المكونات للوجبات والساندويشات وخبير يكشف عن السبب

سيخ شاورما
  • آخر تحديث

في ظل التحديات الصحية التي تواجه المجتمع السعودي، يتزايد النقاش حول أهمية مراقبة السعرات الحرارية في الوجبات الغذائية المقدمة في المطاعم، خاصةً مع انتشار أمراض السمنة وأمراض القلب والسكري. ومن بين الأطعمة الأكثر استهلاكًا في المملكة، تأتي الشاورما كواحدة من الوجبات السريعة المفضلة لدى الكثيرين. ومع ذلك، تواجه هذه الوجبة الشعبية انتقادات متزايدة بسبب ارتفاع محتواها من السعرات الحرارية، والذي غالبًا ما يتجاوز الحدود الصحية الموصى بها، مما يدعو للقلق حول تأثيرها على صحة المستهلكين.

تزداد الدعوات من الخبراء والمختصين في التغذية، وعلى رأسهم الدكتور محمد الأحمدي، بضرورة إلزام المطاعم بتحديد ومراقبة كمية السعرات الحرارية في الوجبات التي تقدمها، واتخاذ خطوات جادة للحد من الإفراط في إضافة المكونات ذات السعرات العالية. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز نمط الحياة الصحي وتقليل المخاطر المرتبطة بالسمنة والأمراض المزمنة.

 الشاورما: وجبة لذيذة ولكن بمخاطر صحية

الشاورما، واحدة من الوجبات السريعة التي تحظى بشعبية كبيرة في المملكة، تتكون من لحم مشوي على سيخ دوار يقدم مع خبز الصاج أو الخبز العربي، مع إضافات مختلفة مثل المايونيز، البطاطس، وصلصات أخرى متنوعة. ورغم أن الشاورما تعتبر وجبة شهية ومفضلة لدى الكثيرين، إلا أنها تحتوي في الغالب على كميات عالية من الدهون والسعرات الحرارية التي يمكن أن تفوق الاحتياجات اليومية للفرد.

تعد الدهون المشبعة، الكربوهيدرات المكررة، والإضافات غير الصحية مثل الصلصات الدسمة، من المكونات الشائعة في الشاورما، مما يزيد من السعرات الحرارية بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، قد تحتوي وجبة شاورما واحدة على 700-1200 سعر حراري، وذلك بدون حساب الإضافات الأخرى مثل البطاطس المقلية أو المشروبات الغازية. هذه الكميات الكبيرة من السعرات تجعل تناول الشاورما بانتظام يشكل خطرًا على الصحة العامة، خاصةً لدى الفئات الأكثر عرضة للسمنة مثل الأطفال واليافعين.

 دعوات للالتزام بمعايير صحية صارمة

تشير الدراسات الصحية الحديثة إلى أن الإفراط في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة هو أحد الأسباب الرئيسية لانتشار السمنة والأمراض المرتبطة بها مثل أمراض القلب والسكري. وقد أكد الدكتور محمد الأحمدي، المختص في التغذية، على ضرورة إلزام المطاعم باتباع معايير صحية صارمة فيما يتعلق بمحتوى السعرات الحرارية في الوجبات المقدمة. ويشمل ذلك محلات الشاورما، التي ينبغي عليها الالتزام بتحديد كمية السعرات الحرارية والإفصاح عنها بشكل واضح في قوائم الطعام.

يرى الدكتور الأحمدي أن المطاعم يجب أن تتحمل مسؤولية اجتماعية تجاه صحة المجتمع، من خلال خفض كميات المكونات الدسمة والصلصات الغنية بالدهون، واستبدالها بخيارات صحية مثل الزبادي الطبيعي أو الصلصات قليلة الدسم. كما يوصي بضرورة تقليص حجم الحصة المقدمة إلى المستهلك، لضمان عدم تجاوز الحدود الصحية للسعرات الحرارية.

 التجارب الدولية في الحد من السعرات الحرارية

توجد العديد من التجارب الدولية الناجحة التي تلزم المطاعم بتحديد محتوى السعرات الحرارية في الوجبات، حيث تُعتبر دول مثل الولايات المتحدة وكندا من الأمثلة البارزة على تطبيق قوانين صارمة تلزم المطاعم بالإفصاح عن السعرات الحرارية ضمن قوائم الطعام. وتشير التقارير إلى أن هذا الإجراء ساهم بشكل كبير في زيادة وعي المستهلكين حول تناول الأطعمة ذات السعرات المعتدلة، مما أدى إلى تحسين أنماط التغذية العامة وتقليل معدلات السمنة.

و يمكن أن يكون تطبيق مثل هذه السياسات خطوة فعالة لتحسين الصحة العامة وتقليل التكاليف الصحية المرتبطة بمعالجة الأمراض المزمنة. كما يمكن أن تساهم هذه الإجراءات في تعزيز الوعي الغذائي لدى المواطنين، بحيث يتمكنون من اتخاذ قرارات غذائية أكثر صحة.

 دور الجهات الرقابية في متابعة المطاعم يلعب دور الجهات الرقابية، مثل هيئة الغذاء والدواء السعودية، دورًا حاسمًا في متابعة تنفيذ سياسات الحد من السعرات الحرارية في المطاعم. وقد بدأت الهيئة بالفعل في تطبيق عدد من الإجراءات المتعلقة بالسلامة الغذائية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من التشديد على المطاعم التي تقدم الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية، خاصةً محلات الشاورما التي تشهد إقبالًا كبيرًا من الجمهور.

يجب على الجهات الرقابية التأكد من أن جميع المطاعم تلتزم بتحديد كمية السعرات الحرارية في وجباتها وتقديم خيارات صحية. كما ينبغي إجراء حملات توعية مكثفة لتعريف الجمهور بأهمية تقليل السعرات الحرارية وفوائد اتباع نمط حياة صحي.

 تحديات تطبيق سياسات الحد من السعرات الحرارية رغم الفوائد الصحية المحتملة لتطبيق سياسات الحد من السعرات الحرارية، إلا أن هناك تحديات قد تواجه هذا الإجراء. من بين هذه التحديات، مقاومة بعض المطاعم لتغيير وصفات الأطعمة أو الإفصاح عن مكوناتها بشكل دقيق، بالإضافة إلى الحاجة إلى تغيير الثقافة الغذائية لدى المستهلكين الذين قد يفضلون الوجبات الدسمة على الخيارات الصحية.

كما يمكن أن تتطلب هذه السياسات استثمارات إضافية من قبل المطاعم في تحسين جودة المكونات واستخدام بدائل صحية، مما قد يؤثر على تكلفة الوجبات. ومع ذلك، فإن الفوائد الصحية الكبيرة التي يمكن تحقيقها تجعل من هذه الخطوة ضرورية لتعزيز الصحة العامة وتقليل العبء على النظام الصحي.

 أهمية توعية المستهلكين إلى جانب إلزام المطاعم بتحديد السعرات الحرارية، يجب أيضًا توعية المستهلكين حول أهمية اختيار الأطعمة الصحية. يمكن أن تلعب وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في زيادة الوعي، من خلال نشر المعلومات الغذائية الصحيحة ونصائح الخبراء حول اتباع نمط حياة صحي. 

كما يمكن تنظيم ورش عمل وحملات توعية بالتعاون مع المدارس والجامعات لزيادة الوعي حول مخاطر تناول الأطعمة ذات السعرات العالية وأهمية قراءة قوائم الطعام للتعرف على محتوى السعرات.