مؤسس النصر سوداني والهلال تكروني وبن بخيت يروي التفاصيل

مؤسس النصر سوداني والهلال تكروني وبن بخيت يروي التفاصيل
  • آخر تحديث

في تعليقه على الأحاديث المتبادلة بين أنصار نادي الهلال والنصر حول جنسيات مؤسسي الأندية، تناول عبدالله بن بخيت هذه القضية في مقاله بجريدة عكاظ تحت عنوان "هل مؤسس النصر سوداني والهلال تكروني ؟".

مؤسس النصر سوداني والهلال تكروني وبن بخيت يروي التفاصيل

يشير بن بخيت إلى أن تلك الادعاءات - القائلة بأن مؤسس النصر ينحدر من السودان، بينما مؤسس الهلال من تكرون - تتحول إلى موضوع للسخرية والتقليل من قيمة الآخر بين الجماهير في مختلف المناسبات.

يشدد على أن مثل هذه الروايات تحمل بين طياتها إشارات إلى التفاخر العنصري.

ويثير تساؤل مهم حول كيفية تفاعلنا لو كان مؤسس أي من الناديين أمريكي، مقارنا ذلك بمؤسسي شركة أرامكو العملاقة.

لعبة كرة القدم لم تكن ابتكار محلي

يسترسل بن بخيت في تحليله، مؤكد على أن لعبة كرة القدم لم تكن ابتكار محلي بأي حال من الأحوال، بل هي رياضة وصلت إلينا بعد أن تنقلت عبر العالم، مما يؤكد على عالميتها وانفتاحها على مختلف الثقافات.

يلفت النظر إلى أهمية الاندماج في المجتمعات الجديدة للأفراد القادمين من خارج الدولة، مشيراً إلى أن محبة الفرد لفريق معين في بلد ما هو انعكاس طبيعي لانخراطه في ثقافة وحياة ذلك البلد.

بن بخيت يشدد على أن المساهمة في المجتمع لا تقتصر على الجوانب العملية فحسب، بل تتعداها إلى الإثراء الثقافي والفني والرياضي، مؤكد على القيمة الإيجابية للتنوع والتبادل الثقافي في تشكيل المجتمعات.

زمن الانطلاق والبدايات

في زمن الانطلاق والبدايات، ينبغي لمن يبادلون السخرية والاستهزاء أن ينظروا إلى الخلف، نحو ستينيات القرن العشرين، حيث سيجدون أن المجتمع في تلك الفترة كان يتسم بالانفتاح والتواضع أكثر مما هو عليه اليوم، على الرغم من بساطته ومحدودية تفاعله مع العالم الخارجي.

الغالبية العظمى من أنصار كل من الهلال والنصر، بالإضافة إلى الأندية الأخرى بالطبع، كانوا من السودان واليمن.

لهذين المجتمعين كان تأثير كبير في تطوير كرة القدم في مدينة الرياض، حيث شملت مساهماتهم كل شيء من اللعب والإدارة إلى المساعدة والتشجيع المخلص، إلى جانب عملهم في الأندية، كانوا يقدمون خدمات داعمة مثل خياطة الملابس الرياضية وصناعة الأحذية وتشجيع فرقهم من المدرجات، مما يظهر اندماجهم التام مع المجتمع السعودي.

من الضروري أن يدرك من ينتقدون ويسخرون من هذه الحقائق أن السودانيين كانوا من بين أوائل من أدخلوا كرة القدم إلى المملكة وكان لهم دور أساسي في تأسيسها.

قبل أن تتحول صناعة الكرة إلى مؤسساتية وتقتصر قيادتها على السعوديين، كان السودانيون يشغلون أدوارًا كالمدربين والحكام واللاعبين.

لا زالت تعتبر انتماءها للأندية مشابه لانتمائها للقبيلة أو العائلة

من ناحية أخرى، يبدو أن بعض جماهير الكرة في المملكة لا زالت تعتبر انتماءها للأندية مشابه لانتمائها للقبيلة أو العائلة، في مواقف مغلقة لا تقبل المشاركة من الخارج.

المشكلة لا تكمن فقط في سلوكيات الجماهير الصاخبة، بل إن الأمر يتعدى ذلك ليشمل بعض رؤساء الأندية الذين يستخدمون عبارات كـ"نادي الجاليات" للاستهزاء بالأندية الأخرى.

من المثير للدهشة رؤية مشجع ينتقد الأندية بسبب دعمها من الجاليات بينما يهتف بحماس لأندية أوروبية كبرى مثل ريال مدريد الإسباني أو ليفربول الإنجليزي دون النظر إلى الجنسيات المختلفة التي تدعم هذه الأندية.

يجب التأكيد على أن الرياضة، مثلها مثل الفن والأدب والعلم، لا تعرف حدود وطنية، موطنها الحقيقي هو الإنسانية نفسها، بغض النظر عن المكان.

بالنظر إلى العدد الكبير من الأشخاص من غير السعوديين الذين يعيشون في المملكة، الذي يزيد عن 10 ملايين نسمة، يثار التساؤل حول سبب عدم السعي الجاد لدمج هؤلاء في الحياة العامة بشكل أكبر.

مثل هذا الدمج ليس فقط سيعود بالفائدة على الأفراد من حيث الشعور بالانتماء والدفء، بل سيساهم أيضًا في تنمية الفن والرياضة اقتصاديًا من خلال زيادة الحضور الجماهيري في مختلف الفعاليات.

بالإضافة إلى ذلك، من غير المعقول سعينا لجذب انتباه الجماهير العالمية عبر شاشات التلفزيون لمتابعة الكرة السعودية والتفاخر بها، بينما في الوقت ذاته نتجاهل ونستبعد أولئك الذين يشاركوننا حياتنا يوميًا.

كما نسعى لصناعة دوري كرة قدم عالمي المستوى في المملكة، ينبغي علينا أولًا أن نولي اهتماما بـ"عولمة" الكرة السعودية داخليًا بشكل يشمل جميع سكان المملكة.