الشاعر السعودي موفق السلمي يكشف كواليس قصيدة قفي دمشق التي يرددها السوريون في كل مكان بعد سقوط بشار الأسد

الشاعر السعودي موفق السلمي يكشف كواليس قصيدة قفي دمشق
  • آخر تحديث

كان اليوم الذي كتب فيه الشاعر السعودي موفق السلمي قصيدته الشهيرة "قفي دمشق" يوم عادي في نظره.

الشاعر السعودي موفق السلمي يكشف كواليس قصيدة قفي دمشق

لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيكون نقطة فارقة في مسيرته الشعرية، حيث كان متجه إلى عمله كما في كل يوم، ولم تكن لديه أي فكرة عما يحدث في سوريا في تلك اللحظة.

ومع ذلك، عندما وصل إلى مكان العمل، فوجئ بما رآه: أصدقاؤه السوريون هناك يوزعون الحلى على الجميع.

لحظتها، شعر بتفاعل عاطفي عميق وأراد التعبير عن مشاعره تجاه هذا الموقف، فكان ما كتبته يديه هو قصيدته الشهيرة.

اللحظة التي ولدت فيها "قفي دمشق"

لم تكن هذه القصيدة مجرد كلمات عابرة، بل كانت تعبير عن فرحة عميقة في عيون أصدقائه السوريين، فرحة كانت واضحة في لحظة تزامن مع معرفته بما يجري في سوريا. 

وهكذا، وبحس عاطفي مرهف، كتب السلمي هذه القصيدة التي عكست مشاعر الحب والفرح تجاه سوريا والشعب السوري.

وقد شعر أنه من واجبه أن يشارك هذه الفرحة بكلمات تقطر عاطفة وتفاؤل، وهو ما كان فعلاً في قصيدته التي سرعان ما لاقت انتشار واسع.

من المسجد الأموي إلى قلوب الملايين

كان النجاح الذي حققته القصيدة أكثر مما توقعه السلمي.

عندما سمع لأول مرة قصيدته تقرأ على منبر المسجد الأموي أثناء خطبة الجمعة، كان الموقف بالنسبة له بمثابة المفاجأة التامة.

لم يكن يتخيل أن قصيدته الصغيرة، التي كتبت في لحظة عفوية، ستلقى هذا الإعجاب الواسع وتستمر في التأثير على الناس بهذه الطريقة.

وما زال يذكر كيف أنه استغرق وقت طويل ليدرك تماماً عظمة ما حدث، وظل يوجه الشكر لله على هذه النعمة التي لم يكن يتوقعها.

وكان الاحتفاء الواسع الذي لقيته القصيدة بمثابة تأكيد على أن الشعر، رغم بساطته، يمكن أن يكون له تأثير عميق في قلوب الناس.

الانتقال إلى الشعر الفصيح بعد تجربة طويلة مع الشعر النبطي

أشار السلمي إلى أن أول قصيدة فصيحة كتبها كانت في المدرسة خلال احتفالية باليوم الوطني.

قبل هذا، كان يكتب الشعر النبطي الذي يعبر عن تجربته الشخصية وعواطفه باللهجة المحلية.

وبالرغم من اهتمامه بالشعر النبطي، إلا أن حبه للشعر الفصيح دفعه إلى تحسين قدراته في هذا المجال، فبدأ يكتب القصائد الفصيحة ويبحث عن المفردات النادرة ليضمن أن تكون قصائده مليئة بالثراء اللغوي.

وهذه المحاولة للدمج بين الجمالية الفصيحة والنبطية شكلت تحدي له ولكنه تحدي كان يراه ممتع ومفيد.

القصيدة والفن: شغف السلمي وتطلعاته المستقبلية

في نهاية حديثه، تحدث السلمي عن حبه العميق للشعر الفصيح وإيمانه بأن اللغة العربية غنية جداً بالثراء اللغوي والمعرفي.

وذكر أنه يولي عناية خاصة لاختيار المفردات الدقيقة والنادرة، ويعمل على تضمينها في قصائده لتكون متكاملة من حيث الجمالية والعمق المعرفي.

إنه لا يكتب الشعر فقط من أجل الشهرة أو النجاح، بل لأنه يشعر بشغف حقيقي نحو هذا الفن الذي يعبر عن رؤيته للعالم بكل ما فيه من تناقضات ومشاعر.