السعودية تعلن انخفاض عدد المواليد للمواطنين وتكشف نسبة تناقص عدد سكان المملكة خلال السنوات القادمة

السعودية تعلن انخفاض عدد المواليد للمواطنين
  • آخر تحديث

أكد الدكتور عبدالسلام الوايل، أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود، أن العالم يشهد تحولات كبرى مع دخول البشرية عصر جديد تتجلى آثاره في الأسرة والسياسة والتقنية.

السعودية تعلن انخفاض عدد المواليد للمواطنين 

وأشار إلى أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية باتت تلقي بظلالها على هيكل الأسرة وحجمها، حيث سجل العالم انخفاض ملحوظ في معدلات الخصوبة.

تراجع معدل الخصوبة العالمي من 4.5 في خمسينيات القرن الماضي إلى 2.2 في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 1.6 بحلول عام 2100، مما يهدد بتراجع أعداد السكان في العديد من الدول مثل اليابان وألمانيا.

أما محليًا، فسجلت السعودية معدل خصوبة بلغ 2.8 وفق آخر إحصاء في 2022، مقارنة بمعدلات تجاوزت الأربعة في العقود الماضية، مما يعكس تأثير التحولات الاقتصادية والاجتماعية على القرارات الإنجابية.

تحولات في بنية الأسرة والعلاقات بين الأجيال

أشار الدكتور الوايل إلى تغير ديناميكيات العلاقات بين الأجيال داخل الأسرة.

فقد أدى ارتفاع معدلات التعليم وتأخير سن الزواج إلى توسيع الفجوات العمرية بين الآباء والأبناء.

بينما كان متوسط عمر إنجاب الطفل الأول في السعودية سابقًا بين 16 و17 عامًا، ارتفع الآن إلى 29 عامًا، مما قلل الفترة الزمنية المتاحة للإنجاب.

التكنولوجيا والرعاية الصحية تغيّر الأدوار التقليدية

ساهمت التطورات التقنية والتقدم في الرعاية الصحية في تأخير مظاهر الشيخوخة وزيادة قدرة الأفراد على الإنتاجية وحتى الإنجاب في أعمار متقدمة.

أصبح من الطبيعي اليوم أن يحافظ الفرد على صحته الجيدة وقدرته على العطاء حتى ما بعد سن 65، مما أحدث تغييرات جوهرية في أدوار الأسرة التقليدية وفرض تحديات جديدة على التواصل بين الأجيال.

استراتيجيات الدول لمواجهة الانكماش السكاني

الدول التي تواجه انخفاض كبير في معدلات الخصوبة بدأت باتخاذ إجراءات لتحفيز الإنجاب، مثل تمديد إجازات الأمومة والأبوة، وتقديم حوافز مالية، وخفض الضرائب على الأسر الكبيرة.

ورغم هذه الجهود، لا تزال المجتمعات ذات الدخل المرتفع تواجه تحديات كبيرة مقارنة بالمجتمعات ذات الدخل المنخفض التي تسجل معدلات مواليد مرتفعة بسبب غياب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية نفسها.

هياكل جديدة وأدوار متغيرة داخل الأسرة

ناقش برنامج "MBC في أسبوع" التغيرات العميقة التي تشهدها الأسرة، حيث أصبحت الأسر الصغيرة المكونة من زوجين وطفل أو طفلين هي النموذج الأكثر شيوعا.

أدى ارتفاع تكاليف المعيشة وتغير الاتجاهات الاجتماعية إلى تغييرات في نمط الحياة الأسرية، وظهرت أدوار جديدة للرجال والنساء كشركاء متساويين في المسؤوليات المالية ورعاية الأطفال.

كما ألقى النقاش الضوء على تأثير الهجرة وعدم الاستقرار في شبكات الدعم الاجتماعي، مما أدى إلى ظهور أنماط أسرية متنوعة، بعضها يتميز بالتباعد الجغرافي ولكن الترابط عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة.

التكيف مع التحديات المستقبلية

أكد الدكتور الوايل أن الأسرة، التي تعد اللبنة الأساسية للمجتمع، تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب مرونة كبيرة وقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية.

التكنولوجيا، رغم تأثيراتها العميقة، أثبتت قدرتها على تعزيز الترابط بين أفراد الأسرة ونقل المعرفة بين الأجيال، مما يمنح الأمل في استمرار هذا الكيان المهم.

دعوة لتعزيز الترابط الأسري

اختتم النقاش بتوجيه دعوة إلى ضرورة تعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة في مواجهة تحديات الحياة العصرية، مع التأكيد على أهمية الدعم المتبادل لضمان استدامة الأسرة كمصدر رئيسي للاستقرار الاجتماعي.

الأسرة ليست فقط كيان اجتماعي، بل هي منظومة تتطور مع الزمن لتتكيف مع متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على جوهرها كركيزة أساسية للمجتمع.