قرارات عاجلة من التعليم توجه ضربة قاضية للمعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية والعالمية وتفعيل هذا البنك بحقهم

وزارة التعليم
  • آخر تحديث

في الآونة الأخيرة، برزت تساؤلات واسعة حول مدى التزام المدارس الأهلية في السعودية بشرط الرخصة المهنية للمعلمين والمعلمات، في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة التعليم في هذه المؤسسات. وبينما أشارت بعض التقارير إلى أن وزارة التعليم السعودية قد تفرض هذا الشرط كشرط أساسي للتوظيف في المدارس الأهلية، تُظهر اللوائح أن هذا الشرط ليس جديداً. حيث تم إدراجه في "لائحة الوظائف التعليمية" التي صدرت منذ حوالي خمس سنوات، ويشمل ضرورة حصول المعلمين على رخصة "معلم ممارس" كحد أدنى لضمان جودة التعليم.

 توضيح للوائح المهنية في المدارس الأهلية

تلزم لائحة الوظائف التعليمية المعمول بها منذ سنوات المعلمين في المدارس الأهلية بالحصول على رخصة مهنية. ومع ذلك، لم يكن هذا الشرط مفروضاً بصرامة، حيث أظهرت إعلانات التوظيف الصادرة عن بعض المدارس الأهلية عدم اشتراط هذه الرخصة، بل اعتمدت هذه المدارس على معايير أخرى كالتجربة العملية أو الموقع الجغرافي للمعلم. وتؤكد وزارة التعليم على أهمية الرخصة المهنية في دعم المعايير التعليمية ورفع كفاءة المعلمين بما يتناسب مع التوجهات الجديدة للوزارة التي تسعى لتعزيز جودة التعليم في كافة القطاعات.

وعلى الرغم من إلزامية الرخصة المهنية في اللائحة، إلا أن تفعيلها الكامل يستلزم وقتاً أطول حتى تصبح شرطاً حتمياً في المدارس الأهلية كما هو الحال في التعليم الحكومي، حيث تم تحديد مدة لا تتجاوز أربع سنوات من تاريخ بدء تطبيق الرخصة. إلا أن هناك بعض المخاوف التي يبديها العاملون في القطاع التعليمي حول إمكانية تطبيق هذا الشرط بشكل كامل، ومدى التزام جميع المدارس الأهلية بتوظيف المعلمين الحاصلين على رخص مهنية.

 دعوات لتطوير عملية التوظيف في القطاع التعليمي الأهلي

في ظل تزايد عدد خريجي الجامعات والباحثين عن عمل في قطاع التعليم، ظهرت مطالبات بتطوير آليات التوظيف داخل المدارس الأهلية وتنظيمها. ويقترح عدد من المهتمين أن يتم تنظيم التوظيف عبر منصة إلكترونية بإشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التعليم، بحيث يتم الحد من المحسوبية ويضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين المتقدمين، مما يعزز الشفافية ويوفر فرصاً عادلة لجميع المتقدمين المؤهلين.

كما طالب العديد من الخريجين بضرورة إلزام المدارس الأهلية بإجراء مقابلات رسمية تعتمد على مؤهلات المتقدمين وخبراتهم، وعدم الاكتفاء بالمعايير الشخصية غير الموضوعية، وهو ما قد يسهم في رفع مستوى التعليم في المملكة، ويمنح الخريجين فرصًا أكبر للعمل في هذا القطاع الحيوي.

 شروط التوطين والحد الأدنى للرواتب في التعليم الأهلي

تتطلب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من المدارس الأهلية التزاماً صارماً بشروط التوطين، والتي تشمل توفير رواتب لا تقل عن 5000 ريال سعودي للعقود المدعومة من الوزارة، حيث لن يُحتسب أي معلم أو معلمة براتب يقل عن هذا الحد ضمن برنامج التوطين. وتختلف نسب التوطين المطلوبة تبعاً لنوع المدرسة والمرحلة التعليمية، في خطوة تهدف إلى زيادة فرص العمل للسعوديين ودعم مسيرتهم المهنية في القطاع التعليمي.

ويتضمن برنامج التوطين دعمًا للمعلمين السعوديين عبر مبادرات مهنية وتعليمية، مما يساعدهم على تطوير قدراتهم الوظيفية في بيئة مستقرة تتيح لهم الاستمرار والتميز في مجال التعليم. وتهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز نسبة السعوديين في المدارس الأهلية والحد من الاعتماد على العمالة الوافدة.

 التعليم الأهلي في السعودية: حقائق وأرقام

تحتضن المملكة العربية السعودية عددًا كبيرًا من المدارس الأهلية، حيث يصل عددها إلى حوالي 6144 مدرسة، وتستقبل هذه المدارس أكثر من مليون طالب وطالبة، بينما يبلغ عدد المعلمين والمعلمات العاملين في هذا القطاع أكثر من 100 ألف. أما المدارس العالمية والأجنبية، فتضم حوالي 1942 مدرسة تقدم تعليمها لأكثر من 275 ألف طالب وطالبة، ويعمل بها ما يزيد عن 20 ألف معلم ومعلمة.

تشير هذه الأرقام إلى أن التعليم الأهلي يشكل جزءاً كبيراً من المنظومة التعليمية في السعودية، ويلعب دوراً حيوياً في توفير التعليم للطلاب بمختلف مراحله. وتسعى الوزارة إلى تعزيز هذا القطاع من خلال تطبيق معايير مهنية تضمن جودة التعليم وتواكب التطورات العالمية.

 

ومع تصاعد الدعوات إلى إلزام المدارس الأهلية بشروط الرخصة المهنية، تتطلع وزارة التعليم إلى أن يكون للقطاع الأهلي دور متزايد في تحقيق الأهداف التعليمية لرؤية المملكة 2030. فالتوظيف وفقاً للمعايير المهنية، وضمان رواتب عادلة للمعلمين، يساهمان في توفير بيئة تعليمية مثالية تتناسب مع احتياجات الطلاب وتدعم تقدمهم الأكاديمي.

يعد الالتزام بشروط الرخصة المهنية تحدياً أمام بعض المدارس الأهلية التي قد تتطلب جهداً ووقتاً للالتزام الكامل بهذه المعايير، لكن هذه الخطوة تعد ضرورية لرفع مستوى التعليم في المملكة وتوفير فرص تعليمية عالية الجودة لأبنائها. وترى الوزارة في تطبيق هذه القرارات خطوة نحو تأكيد المهنية وتحقيق المعايير العالية التي تتطلع إليها المملكة في كافة القطاعات.

تأتي هذه القرارات في ظل اهتمام المملكة بالتعليم الخاص وتطوير قطاعه، وذلك من خلال دعم المؤسسات التعليمية الأهلية وتوفير بيئة عمل تنافسية للمعلمين، مما يعزز جودة العملية التعليمية ويضمن تقدم الأجيال الجديدة وفقًا لأعلى المعايير التعليمية العالمية.