فتوى الشيخ بن عثيمين حول حكم تربية الكلاب في المنازل بغير غرض الحراسة

تربية الكلاب
  • آخر تحديث

يعتبر موضوع تربية الكلاب في المنازل من المسائل الفقهية التي تشغل بال الكثيرين في المجتمعات الإسلامية، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم. وللشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، آراء واضحة ومفصلة في هذه المسألة، تستند إلى الأدلة الشرعية والنصوص النبوية. في هذا المقال، نستعرض حكم تربية الكلاب في المنازل عند الشيخ ابن عثيمين، مع بيان الاستثناءات والأحكام المتعلقة بها.

حكم تربية الكلاب في الأصل

يذهب الشيخ ابن عثيمين إلى أن الأصل في تربية الكلاب هو الحرمة، وذلك استنادًا إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي نهت عن اقتناء الكلاب إلا لحاجة، ومنها:

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع نقص من أجره كل يوم قيراطان". (رواه البخاري ومسلم)  وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراطان". (رواه مسلم)

الاستثناءات المبيحة لتربية الكلاب

رغم الأصل في الحرمة، إلا أن الشريعة الإسلامية أباحت تربية الكلاب في حالات معينة إذا كانت هناك حاجة ماسة إليها، وهي:

1. كلب الصيد: يجوز اقتناء الكلب واستخدامه في الصيد، سواءً كان الصيد بقصد الأكل أو المتعة المباحة. 2. كلب الماشية: يجوز اقتناء الكلب لحراسة الماشية والدواب، وحمايتها من الضباع والحيوانات المفترسة. 3. كلب الزرع: يجوز اقتناء الكلب لحراسة المزارع والبساتين، وحمايتها من السرقة والتخريب.

شروط تربية الكلاب المباحة

حتى تكون تربية الكلاب في الحالات المذكورة مباحة، يجب استيفاء بعض الشروط، منها:

 أن يكون الكلب ضروريًا للحاجة المذكورة: فلا يجوز اقتناء الكلب لمجرد الزينة أو اللهو.  أن يكون الكلب مقيدًا: فلا يجوز ترك الكلب طليقًا في المنزل أو الشارع، لما قد يسببه من أذى للناس.  أن يتم تنظيف المكان الذي يصيبه لعاب الكلب: فلعاب الكلب نجس، ويجب غسل ما أصابه منه سبع مرات، إحداهن بالتراب.

حكم تربية الكلاب في المنازل

يرى الشيخ ابن عثيمين أن تربية الكلاب في المنازل غير جائزة إلا في الحالات الاستثنائية المذكورة، بشرط استيفاء الشروط المذكورة. ويؤكد على أن تربية الكلاب في المنازل لمجرد الزينة أو اللهو محرمة شرعًا، لما فيها من مخالفة للأحاديث النبوية، ولما قد تسببه من أضرار صحية ونفسية.

ويتضح من آراء الشيخ ابن عثيمين أن تربية الكلاب في المنازل ليست أمرًا مطلقًا، بل تخضع لضوابط شرعية محددة. الأصل في تربية الكلاب هو الحرمة، إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل الصيد وحراسة الماشية والزرع، مع مراعاة الشروط الشرعية المتعلقة بذلك. وعلى المسلم أن يتحرى الحلال ويجتنب الحرام في جميع شؤون حياته، وأن يلتزم بتعاليم الدين الحنيف.

.