موعد إلغاء توطين مهن التوصيل في السعودية والسماح للوافدين بالعمل فيها

وزارة الموارد البشرية
  • آخر تحديث

أثار قرار هيئة النقل العام السعودية بتوطين قطاع توصيل الطلبات جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا السياق، قدم الكاتب السعودي البارز وائل مهدي تحليلاً نقدياً للقرار في مقال نشره بجريدة الشرق الأوسط، مسلطاً الضوء على التحديات المحتملة وداعياً إلى إعادة النظر في سياسات السعودة.

القرار محل النقاش: أصدرت هيئة النقل العام السعودية قراراً يلزم شركات توصيل الطلبات بتوظيف السعوديين حصرياً، مع إجبار العمالة غير السعودية على العمل من خلال شركات النقل الخفيف. هذا القرار يأتي ضمن جهود المملكة لزيادة نسبة توظيف المواطنين في القطاع الخاص.

تحليل وائل مهدي:

في مقاله المعنون "عامل توصيل سعودي بدراجة نارية"، قدم مهدي تحليلاً شاملاً للقرار وتداعياته المحتملة:

1. جاذبية القطاع: أشار مهدي إلى أن قطاع توصيل الطلبات لا يعتبر جاذباً للمواطنين السعوديين، مستنداً في ذلك إلى عاملين رئيسيين:    - العامل المالي: رأى أن رسوم التوصيل الحالية لا تشكل حافزاً كافياً للسعوديين للعمل في هذا المجال.    - العامل اللوجستي: أبرز الصعوبات العملية مثل القيادة في الشوارع المزدحمة والحاجة المتكررة لمغادرة المركبة لتسليم الطلبات.

2. إشكالية السعودة الشاملة: حذر مهدي من فكرة أن جميع القطاعات قابلة للسعودة، مؤكداً أن بعض المجالات قد تتضرر أكثر مما تستفيد من هذه السياسة. وأشار إلى احتمال حدوث تضخم غير مرغوب فيه نتيجة لهذه الممارسات.

3. تأثير القرار على الشركات والمستهلكين: دعا الكاتب إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مصالح الشركات العاملة في القطاع، محذراً من التأثير السلبي المحتمل لارتفاع التكاليف على المستهلكين النهائيين.

4. نظرة شمولية لسوق العمل: أكد مهدي على أهمية معالجة المشاكل الهيكلية في سوق العمل السعودي بشكل عام، بغض النظر عن جنسية العاملين. ودعا إلى تجاوز الخطاب التقليدي حول "التوطين" و"السعودة" والتركيز بدلاً من ذلك على معالجة التحديات الاقتصادية الأساسية.

وأثار مقال مهدي نقاشاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية السعودية. فبينما أيد البعض وجهة نظره، داعين إلى مراجعة سياسات التوطين، رأى آخرون أن القرار ضروري لخلق فرص عمل للشباب السعودي.

ويسلط هذا النقاش الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه صانعي السياسات في المملكة العربية السعودية في سعيهم لتحقيق التوازن بين أهداف التوطين وضمان كفاءة القطاعات الاقتصادية. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية تحقيق أهداف رؤية 2030 مع الحفاظ على تنافسية الاقتصاد السعودي.