ليش بو السعودية يتوضون قبل ما يجهزو القهوة للضيوف؟

ليش بو السعودية يتوضون قبل ما يجهزو القهوة
  • آخر تحديث

كشف خبير القهوة، إبراهيم بن رديني الشلاقي، عن السر العميق وراء عادة الوضوء قبل إعداد القهوة لدى الأجيال السابقة، مسلط الضوء على جانب مهم من ثقافة القهوة وتقاليدها التي توارثتها الأجيال.

في حديثه الشيق عبر برنامج ثمانية، بدأ الشلاقي بسرد تجربة شخصية قائلا: "عندما كنت صغير، وفي إحدى المرات التي قررت فيها تحضير القهوة، طلب مني والدي أن أتوضأ قبل البدء.

في البداية، استغربت من طلبه، إذ لم أفهم المغزى من وراء هذا الأمر. ولكن بحكم احترامي لرغبة والدي وحرصي على اتباع نصائحه، ذهبت وتوضأت ثم عدت لمتابعة إعداد القهوة".

تابع الشلاقي حديثه متعمق في شرح السبب الذي دفع والده لتلك النصيحة الغريبة.

قال: "أوضح لي والدي بعد ذلك أن القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي تعبير عن النفس والمشاعر التي يحملها من يعدها.

فإذا كان الشخص الذي يعد القهوة في حالة نفسية سيئة أو يحمل أفكار سلبية، فإن ذلك سينعكس على طعم القهوة وجودتها".

وأضاف: "من هنا جاءت النصيحة بأن لا نقوم بإعداد القهوة إلا ونحن في حالة نفسية وروحية جيدة، وهذا يتحقق من خلال الوضوء الذي يعيد للإنسان طهارته ويصفو ذهنه".

استرسل الشلاقي في شرح أن هذه العادة تعكس مدى احترام الأجيال السابقة للقهوة كجزء من حياتهم اليومية وثقافتهم، وكيف كانوا يسعون لجعل كل تفصيلة في إعدادها مميزة ومشبعة بالروحانية والإيجابية.

وتابع: "الوضوء قبل إعداد القهوة كان يعتبر خطوة لتعزيز الجانب الروحي والنفسي للشخص، مما يضمن أن تكون القهوة التي يقدمها مليئة بالمحبة والصفاء".

وختم الشلاقي حديثه بلمحة فلسفية حول العلاقة بين الطقوس التقليدية والأثر النفسي الإيجابي على الناس، مشير إلى أن هذه العادات لم تكن مجرد تقاليد فارغة، بل كانت تحمل معاني عميقة تسهم في تحسين الحالة النفسية والروحية للأفراد وتعزز العلاقات الاجتماعية من خلال تقديم قهوة تليق بمكانتها في المجتمع.

بهذه الكلمات، أعاد الشلاقي إحياء تقاليد الأجداد، مضيف إليها لمسة من الفهم الحديث للروحانية والنفسية، مبرز أن تحضير القهوة ليس مجرد عملية روتينية، بل هو فن يتطلب حضور نفسي وروحي يعكس جودة وحب هذا المشروب العريق.